ما ترتديه أجسادنا يُترجم أرواحنا.
هل استيقظت يومًا بمزاج سيء وفضلت أن ترتدي ملابس بلون غامق؟ أو ذهبت يومًا بالزي غير الرسمي للعمل ولاحظت انخفاضًا في أدائك الوظيفي؟ من غير المتوقع أن يمكن للأزياء أن تساهم في رفع جودة الصحة النفسية لدى الشخص. قد تتفاجأ كيف ذلك؟ أشارت تجارب شخصية إلى أن الكثير من الأشخاص يجدون متنفسًا للتعبير غير اللفظي عن طريق الأزياء.

التعبير عن الذات:*
من أهم وسائل الاستقرار النفسي هو أن تعبر عن ذاتك بطريقة حرة. ومن أهم وسائل التعبير عن الذات، بالأخص لدى النساء، هي الأزياء. يمكنك أن تكوني متجددة بأفكارك وتظهري ذلك عن طريق ما ترتديه يوميًا، أو تكوني كلاسيكية منطقية ومحللة ودقيقة، ويظهر ذلك عن طريق ما ترتديه. التحرر والتعبير عن الذات وارتداء ما تشعرين به ويشبهك ينعكس بشكل كبير على راحتك وثقتك بنفسك، وبالتالي ينعكس أيضًا على صحتك النفسية على المدى البعيد.

المساهمة في تقليل الاكتئاب والقلق:*
تعزيز الثقة والتحكم الذاتي. عند اختيار القطع وتنسيقها بعناية بطريقة تمثلك وتشبهك، يساهم ذلك في زيادة الشعور بالسيطرة والتحكم بالنفس، مما يساهم في زيادة الاتصال بالذات وتقليل التوتر والقلق. ويساعد أيضًا في السيطرة والتحكم في ردود الفعل ويقلل الانفعالات السلبية، وبذلك يستعيد حس الأمان الداخلي.
رفع المزاج عبر “Dopamine Dressing”:*
هل يمكن للأزياء أن تؤثر على الهرمونات؟ الجواب المفاجئ بالطبع. يمكن تحفيز إفراز هرمون الدوبامين وتحسين المزاج والإحساس بالمتعة وذلك عن طريق ارتداء الأزياء ذات الألوان الزاهية والجريئة (مع مراعاة أندر تون البشرة والألوان التي تليق بك). وذلك يمنح شعوراً مؤقتاً بالتفاؤل والنشاط والسعادة. تلك استراتيجية من الاستراتيجيات الكثيرة التي تساهم في إعطاء دفعة معنوية وتحسين مؤقت للمزاج.
تخطي الأزمات:*
كيف تتخطى الأزمات وتكتب فصلًا جديدًا في حياتك؟ من أكثر الأمور التي تساهم في استعادة روحك وتوهجك هو أن تخلقي مظهرًا جديدًا يناسبك. من قصة ولون شعر إلى اختيار أسلوب جديد يتناسب مع شخصيتك وأفكارك، من أهم الأمور التي تساعد وتساهم في عملية استشفاء الذات.

إليك نشاط عملي يمكنك دمجه في روتينك كتمارين “علاج بالموضة” (Fashion Therapy)، ويمكنك تطبيقه بشكل يومي أو أسبوعي:
—
1. يوميات الأزياء والمشاعر
الهدف: ملاحظة العلاقة اليومية بين ما ترتدينه وكيف تشعرين.
الأدوات: دفتر أو تطبيق مفكرة على الهاتف.
خطوات التنفيذ:
يوميًا عند الاستيقاظ، سجلي ملابسك المخطط لارتدائها.
في نهاية اليوم، دوّني مشاعرك العامة (سعادة، توتر، نشاط…) ورأيك في تأثير الملابس على حالتك.
تأمل: هل هناك قطع تمنحك ثقة أكبر؟ أو قطع تجعل مزاجك متقلبًا؟ استخدمي هذه الملاحظات لاختيار التصاميم التي تلامس نفسيتك وتعكس على أدائك وجودة يومك. تدوين تأثير كل إطلالة على المزاج، ثم تحليل البيانات بعد أسبوع لاكتشاف الأنماط النفسية والملموسات المحفزة للراحة أو الثقة.
—
في الختام، الأزياء ليست مجرد قطعة قماش ترتديها. الأزياء يمكن أن تكون لغة تترجم ما بداخلك وتعبر عنك. وعند تبني وتعميم هذه الفكرة، يمكن أن نجعل الموضة والأزياء استثمارًا ووسيلة علاجية تدعم صحتنا الذهنية وتلامس أرواحنا وتعكسها بأجمل طريقة. فالأزياء لغة صامتة صداها صاخب.
هتون أيمن